ما معنى الحوت في سورة الكهف؟
ورد ذكر الحوت في سورة الكهف في الآيات 61-63، حيث يقول الله تعالى:
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا
ثُمَّ دَخَلَا مَدْخَلًا فِي الْكَهْفِ فَضَرَبَا بِبَابِهِ وَقَالَا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
فَضَرَبَ لَهُمَا مَثَلًا وَنَسِيَ قَوْمُهُ مَا ذُكِّرُوا بِهِ وَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ
في هذه الآيات، يروي القرآن قصة موسى عليه السلام وفتاه يوشع، حيث كانا في رحلة بحث عن رجل عظيم من أهل العلم، وأمرهما الله تعالى أن يأخذا معهم حوتًا مملوحًا، ولكي يعلمهما الله فضله وعظيم قدرته، أمرهما أن يتركا الحوت في مكان ما، وعندما نسي موسى عليه السلام أن يذكر الفتى يوشع بأمر الحوت، اتخذ الحوت طريقه في البحر سرًا، وغرق في أعماقه.
وبعد أن وصل موسى وفتى إلى مغارة للراحة، طلبا من الله تعالى أن يرزقهما رحمة منه، وأن يهيئ لهما من أمرهما رشدًا، فاستجاب الله تعالى لدعائهما، ونجى موسى وفتى ومن كان معهم في السفينة، وغرق الذين كذبوا بآيات الله تعالى.
وهناك العديد من التأويلات لمعنى الحوت في سورة الكهف، منها:
أن الحوت يرمز إلى العلم والمعرفة، حيث كان الحوت مملوحًا، أي أنه كان محفوظًا، وهذا يدل على أن العلم والمعرفة يجب أن تكون محفوظة ومضبوطة.
أن الحوت يرمز إلى الصبر والتحمل، حيث صبر موسى وفتى على نسيانهما أمر الحوت، وصبروا على ضياع الحوت، وهذا يدل على أن الإنسان يجب أن يصبر على الشدائد والمحن.
أن الحوت يرمز إلى الإيمان بالله تعالى، حيث أن موسى وفتى لم يشكيا في أمر الله تعالى، ورغم ضياع الحوت، إلا أنهما استمرا في رحلتهما، وهذا يدل على أن الإنسان يجب أن يؤمن بالله تعالى، وأن يثق في قضائه وقدره.
وبناءً على هذه التأويلات، فإن معنى الحوت في سورة الكهف يُمكن أن يكون:
رمزًا للعلم والمعرفة.
رمزًا للصبر والتحمل.
رمزًا للإيمان بالله تعالى.
تعليقات
إرسال تعليق