ما حكم الربا للمضطر؟
الربا محرم في الإسلام، وهو من الكبائر التي توعد الله عليها بالعقوبة الشديدة. قال الله تعالى:
{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275]
ومع ذلك، فإن الضرورة تبيح المحظورات، بما في ذلك الربا. فإذا كان الشخص مضطرًا إلى أخذ قرض ربوي من أجل حفظ نفسه أو ماله أو دينه، فلا حرج عليه في ذلك.
ولكن يجب أن يحرص على أن تكون الضرورة حقيقية، وأن يكون القرض هو الوسيلة الوحيدة لحفظ نفسه أو ماله أو دينه. كما يجب أن يبذل قصارى جهده لتجنب الضرورة، وذلك بالبحث عن طرق أخرى للحصول على المال، مثل الاقتراض من أهله أو أصدقائه أو من المؤسسات الخيرية.
وإذا لم يجد أي طريقة أخرى للحصول على المال، فعليه أن يأخذ القرض الربوي، ولكن بشرط أن يكون قدر الفائدة أقل ما يمكن، وأن يسعى إلى سداد الدين بأسرع وقت ممكن.
وقد اختلف العلماء في تحديد شروط الضرورة التي تبيح الربا. فبعض العلماء اشترط أن تكون الضرورة محققة، أي أن يكون الشخص في خطر محدق إذا لم يأخذ القرض. وبعض العلماء اشترط أن تكون الضرورة محتملة، أي أن يكون الشخص في خطر احتمالي إذا لم يأخذ القرض.
ولكن الراجح أن الضرورة تبيح الربا إذا كانت محققة أو محتملة، وذلك لأن الضرورة تجعل الإنسان في حالة اضطرار، ولا يُؤاخذ الإنسان على فعل محرم إذا كان في حالة اضطرار.
ومثال ذلك، إذا كان شخص ما محتاجًا إلى المال لعلاج نفسه، ولم يجد أي طريقة أخرى للحصول على المال، فعندئذ يجوز له أن يأخذ قرضًا ربويًا من أجل العلاج.
تعليقات
إرسال تعليق