لماذا تم اتهام اوبنهايمر؟
تم اتهام روبرت أوبنهايمر، الذي يُعرف باسم "أب القنبلة الذرية"، بالخيانة في عام 1954. وقد جاءت هذه الاتهامات بناءً على مجموعة من الأدلة، بما في ذلك:
علاقات أوبنهايمر مع الشيوعيين: كان أوبنهايمر عضوًا في الحزب الشيوعي الأمريكي في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. وقد انفصل عن الحزب في عام 1937، لكنه ظل على اتصال بالعديد من الشيوعيين البارزين.
تصريحات أوبنهايمر حول الأسلحة النووية: كان أوبنهايمر معارضًا للأسلحة النووية، وقد أعرب عن مخاوفه بشأن مخاطرها. وقد أدلى ببعض التصريحات التي تم تفسيرها على أنها تعارض سياسة الحكومة الأمريكية بشأن الأسلحة النووية.
شكوك حول أمان أوبنهايمر: كان هناك شكوك حول أمان أوبنهايمر، حيث كان معروفًا بطبيعته المتقلبة والعصبية. وقد أعرب بعض المسؤولين الحكوميين عن مخاوفهم من أنه قد يكون معرضًا للابتزاز من قبل الاتحاد السوفيتي.
وقد أدت هذه الاتهامات إلى إجراء تحقيق في أنشطة أوبنهايمر، والذي استمر لمدة عامين. وفي نهاية المطاف، قررت لجنة مؤلفة من خمسة أشخاص أن أوبنهايمر مذنب بالخيانة. وقد تم سحب تصريحه الأمني، وتم حرمانه من الوصول إلى المعلومات السرية.
وقد ظلت شائعات حول خيانة أوبنهايمر قائمة حتى بعد وفاته في عام 1967. وقد تم إعادة فتح القضية في عام 1969، ولكن تم التوصل إلى نفس النتيجة.
وهناك بعض المؤرخين الذين يعتقدون أن اتهامات الخيانة ضد أوبنهايمر كانت مدفوعة بالسياسة، وليس بالأدلة. وقد يجادل هؤلاء المؤرخون بأن أوبنهايمر كان ضحية للحرب الباردة، حيث كان هناك ضغط على الحكومة الأمريكية لاتخاذ موقف صارم ضد الشيوعيين.
وهناك آخرون يعتقدون أن اتهامات الخيانة ضد أوبنهايمر كانت مبررة. وقد يجادل هؤلاء المؤرخون بأن أوبنهايمر كان يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، حيث كان لديه معرفة حساسة بالأسلحة النووية.
وفي النهاية، لا يزال الجدل حول اتهامات الخيانة ضد أوبنهايمر قائماً.
تعليقات
إرسال تعليق