ما هو أصح حديث؟
أصح حديث هو الحديث الذي يتصل سنده برسول الله صلى الله عليه وسلم اتصالاً صحيحاً، أي أن كل راوٍ في السند ثقة، ونقل الحديث عن راوٍ سابق له بلا تغيير أو زيادة أو نقصان.
هناك عدة شروط يجب توافرها في الحديث حتى يكون صحيحاً، وهي:
العدالة: وهي أن يكون الراوي مسلماً عاقلًا بالغاً غير فاسق.
الضبط: وهي أن يكون الراوي حافظاً للحديث، فلا يخطئ في نقله.
الاتصال: وهو أن يتصل سند الحديث برسول الله صلى الله عليه وسلم دون انقطاع.
الخلو من الشذوذ: وهو أن لا يخالف الحديث حديثاً آخر صحيحاً.
الخلو من العلة: وهي أن لا يكون في الحديث سبب داخلي أو خارجي يقدح في صحته.
أمثلة على أحاديث صحيحة:
حديث جبريل: وهو الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "جاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، ما الإيمان؟ قلت: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فما الإسلام؟ قلت: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت. قال: فما الإحسان؟ قلت: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: صدقت. قال: فما الساعة؟ قلت: ما علمها عند أحد إلا الله، ولكن أخبرنا أن لها علامات. قال: صدقت. قال: فما الدجال؟ قلت: رجل أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، معه جنة ونار، فمن تبع جنته دخل النار، ومن تبع ناره دخل الجنة. قال: صدقت. قال: فما البعث؟ قلت: خروج الناس من قبورهم، حفاة عراة غرلاً. قال: صدقت." رواه البخاري ومسلم.
حديث الوضوء: وهو الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها." رواه مسلم.
حديث الإسراء والمعراج: وهو الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أُسري بي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فرأيت هناك ناساً يصلون، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أصحابك من بني إسرائيل. ثم صعدت مع جبريل حتى بلغنا سدرة المنتهى، فإذا نبتة فوقها ثمار كالرمان، فقلت: ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه سدرة المنتهى، وفوقها العرش، ثم دخلت الجنة، فرأيت فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر." رواه البخاري ومسلم.
طرق معرفة صحة الحديث:
هناك عدة طرق لمعرفة صحة الحديث، منها:
معرفة حال الرواة: وذلك من خلال معرفة عدالتهم وضبطهم.
دراسة سند الحديث: وذلك من خلال معرفة الوصل والفصل بين الرواة، ومعرفة العلل التي قد تؤثر على صحة الحديث.
مقارنة الحديث مع غيره من الأحاديث: وذلك من خلال معرفة الاختلافات بين الروايات المختلفة للحديث، ومعرفة أي الروايات أكثر صحة.
أهمية صحة الحديث:
تتمثل أهمية صحة الحديث في أنها أساس التشريع الإسلامي، فما لم يثبت صحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز العمل به. كما أن صحة الحديث تؤكد على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبين أنه نقل إلينا تعاليم الله تعالى كما هي.
تعليقات
إرسال تعليق